يمر اليوم 6 سنوات على رحيل سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة التى رحلت عن عالمنا فى مثل هذا اليوم الموافق 17 يناير من عام 2015، بعد رحلة عطاء فنى طويلة بدأتها وهى طفلة فى عمر 5 سنوات وأثرت خلالها الفن بالعديد من الروائع وأهم الأفلام فى تاريخ السينما.
وفى التقرير التالى وفى ذكرى رحيل الفنانة الكبيرة فاتن حمامة ننشر عددا من المعلومات التى لا يعرفها الكثيرون عن سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة.
ففى عدد نادر من مجلة الكواكب صدر فى أغسطس عام 1965 نشرت المجلة الحلقة التاسعة من مذكرات فاتن حمامة تحت عنوان "معهد التمثيل خلصنى من لدغتى".
وقالت سيدة الشاشة العربية إنها تقدمت للالتحاق بمعهد التمثيل وكان هناك عدد كبير من المتقدمين لاجتياز اختبارات القبول وصل عددهم إلى أكثر من 400 شاب وفتاة، واجتازت الاختبارات وتم اختيارها ضمن 12 شابا و7 فتيات من بين كل أعداد المتقدمين، وكشفت فاتن حمامة تفاصيل موقف طريف تعرضت له فى أول أيام الدراسة بالمعهد مع الفنان الكبير زكى طليمات الذى كان أستاذاً بالمعهد.
وأوضحت فاتن أن طليمات دخل المحاضرة وبدأ يتحدث إلى الطلبة والطالبات وما كاد يلمحها حتى ناداها قائلاً "تعالى هنا ياعروسة".
وكتبت الفنانة الكبيرة فى مذكراتها "دفع الغضب بالدماء إلى وجهى وصحت بعصبية وأنا جالسة فى مكانى.. أنا مش عروسة أنا فاتن".
وأشارت الفنانة الكبيرة إلى أن زكى طليمات بذل مجهوداً كبيراً محاولاً إخفاء ابتسامته ثم قال "طيب تعالى هنا يا فاتن"، فذهبت إلى مقدمة الفصل ليسألها أستاذها "اسمك إيه يا فاتن"، فأجابت ولا زالت آثار الغضب عليها "فاتن حمامة".
وتابعت "ضحك زكى طليمات وضحك معه الطلبة والطالبات، فصرخت فيهم: بتضحكوا على إيه ياحضرات؟، ثم سألنى "انتى بتحبى التمثيل يافاتن؟"، فأجبت بلهجة عصبية "طبعا، ولو ماكنتش بحبه ماكنتش جيت هنا".
واستكملت سيدة الشاشة العربية باقى الحكاية قائلة :" لاحظ طليمات أننى أنطق "الراء" "غين"، وهى لدغة كانت تلازمنى منذ الصغر ولم يكتشفها إلا أفراد قلائل، فقام إلى السبورة وكتب جملة طويلة مليئة بحرف " الراء" ، وطلب منى أن أقرأ الجملة بصوت مرتفع، ولما قرأتها كان يسد أذنه بيده حتى لا يسمع نطقى لحرف الراء".
وتابعت "فجأة قال لى طلعى لسانك يا فاتن، وضحكت من هذا الطلب وسألته: "أطلع لسانى ليه؟ "، فقال :" علشان اشوف الحتة الناقصة منه"، فضحكت وضحك الجميع".
وأضافت فاتن حمامة:" منذ هذا اليوم نشأت بينى وبين زكى طليمات صداقة التلميذة وأستاذها وكان يشيد بمواهبى التى تؤهلنى لمكانة طيبة فى عالم المسرح ، ولم يمض العام الأول من دراستى بالمعهد حتى كنت قد تخلصت تماماً من نطق " الغين"، وأصبحت أنطق "الراء" واضحة .
وفى عدد نادر من مجلة الكواكب صدر عام 1959 نشرت المجلة موضوعاً عن تقاليع النجوم الغريبة التى كانوا يحرصون عليها ويظنون أنها تجلب لهم الحظ، وكان من بين هؤلاء النجوم فاتن حمامة التى أشارت إلى أنها منذ طفولتها وطوال مشوارها الفنى تحتفظ بقطعة قماش خضراء تضعها دائما فى حقيبتها وتظن أنها تجلب لها الحظ.
ولم تكن فاتن حمامة تذكر تاريخ وجود قطعة القماش الخضراء فى حقيبتها لكنها كانت تذكر أن والدها كان يضع هذه القماشة فى جيب مريلة المدرسة الخاصة بها، ثم فى جيب الفستان الذى ارتدته وهى تشارك فى مسابقة مجلة "الاثنين" التى فازت بها بلقب أجمل طفلة، ثم فى جيب الفستان الذى ذهبت به للمشاركة فى فيلم يوم سعيد، والفستان الذى ارتدته فى فيلم رصاصة فى القلب، وكان النجاح حليفها فى كل هذه الخطوات، ولهذا آمنت سيدة الشاشة بأن قطعة القماش تجلب لها الحظ.
وظلت فاتن حمامة تحتفظ بقطعة القماش الخضراء، ثم علقتها على باب شقتها وكانت تقول إنها تمنع دخول الحظ السيئ إلى بيتها.