اسرار جديدة تفضح العلاقة بين امريكا وداعش

محمد نور أحد زعماء جبهة النصرة في إدلب خلف ماكاين بحضور معاذ مصطفى يمين الصورة بالكوفية

ظهر في أحد مساجد الموصل العراقية بعد أن تحولت إلى عاصمة "الخلافة الإسلامية الجديدة" التي يحكمها "الخليفة" البغدادي، أصبح العراقي المغمور سابقاً إبرهيم البدري زعيم "داعش" أحد نجوم الإعلامين العربي والدولي وخاصة شبكات التواصل الإجتماعي.
وفي هذا الإطار تناقلت الصفحات والمواقع أخباراً وقصصاً متناقضة أحياناً عن الخليفة وعن تنظيمه وجماعته ودور بعض الجهات والمنظمات السرية الدولية في تهيئة المجال لظهوره، وفي هذا الإطار كشف الكاتب السياسي والصحفي الفرنسي الذي فجّر عدداً من القنابل المدوية تيري ميسون، لغماً مدوياً بتأكيده على العلاقات الخاصة التي تجمع بين الخليفة المتطرف والسيناتور الأمريكي المعروف جون ماكين.
رغم المواقف المناهضة في كثير من المسائل الدولية الخلافية وحملات التنديد التي قوبلت بها آراء تيري ميسون المثيرة للجدل، لم يتورع ميسون عن نشر تقرير مطول على موقع "فولتير" الفرنسي الذي ينتمي لما يُعرف باسم الإعلام البديل، بتاريخ 18 أغسطس كشف فيه النقاب عن خفايا كثيرة عن علاقة السيناتور الأمريكي ومن ورائه معسكر المحافظين الجديد بالحركات الإسلامية المختلفة من تلك التي تنتمي إلى الإسلام السياسي وفي مقدمتها الإخوان والأحزاب المتفرعة عنها، وصولاً إلى القاعدة وتشكيلاتها المختلفة انتهاءً بـ" داعش".
ويكشف تيري ميسون عن لقاءات شبه رسمية كثيرة جمعت السيناتور الأمريكي بممثلين عن الحركات الإرهابية في المنطقة العربية مثل سوريا، وفي طليعتهم خليفة دولة داعش البغدادي في مايو 2013 و محمد نور أحد أبرز قيادات جبهة النصرة في سوريا، وزعيم أحد تشكيلاتها في شمال البلاد "كتيبة عاصفة الشمال".
ورغم أن السيناتور الأمريكي سارع بعد تسرب أنباء لقاءاته السرية إلى التكذيب القاطع لأي لقاء له بشخصيات متطرفة، مؤكداً أنه التقى في سوريا بممثلين عن الجيش الح رّ"المعتدلين والذين يمكن لنا أن نثق بهم"، لكن ظهور وتسريب بعض التسريبات حسب ميسون وبعض التقارير التي عادت للحديث عن لقاءات جون ماكين المشبوهة دفعت مكتب السيناتور لأن يصرّ على أنه لم يكن يعرف من يكون محمد نور ولا إبراهيم البدري.
في مقاله عن علاقات المسؤول التشريعي الأمريكي العربية، يُذكّر ميسون بأن ابراهيم البدري أو أبودعاء الذي تحول إلى ابراهيم البغدادي بعد تنصيب نفسه خليفة على "المسلمين" احتل منذ 4 أكتوبر2011 المرتبة الثانية على قائمة أكبر المطلوبين من قبل الولايات المتحدة، وأن البغدادي أعلن رسمياً عن تأسيس داعش في سبتمبر 2011.
ولايكتفي ميسون بعرض هذه الحقائق "المُذهلة" ولكنه يفتح نافذة مضيئة جديدة في بيت عضو مجلس الشيوخ الأمريكي، ذلك أن الزيارة السرية التي قام بها إلى إدلب في 2013 والتقى خلالها ببعض القيادات"المعتدلة"، وفق تعبير مكتب ماكين، جرت بالتنسيق مع مكتب قوة الطوارئ السوري، الذي على عكس التسمية لا يرتبط بأي علاقة لا بالنظام السوري ولا بأطراف الصراع في سوريا، ذلك أن المكتب الذي يترأسه الأمريكي من أصل فلسطيني معاذ مصطفى الخبير في "معهد واشنطن للسياسة في الشرق الأدنى" أحد الهياكل الرسمية التابعة لمنظمة "أيبك" أو اللوبي الصهيوني الموالي لإسرائيل في واشنطن.
ويُورد ميسون في هذا السياق تصريحات مصطفى في نفس توقيت الزيارة تقريباً لموقع"ذي كايبل" التابع للمعهد الذي يرأسه يعرب فيها عن تأييده المطلق لجبهة النصرة وعن أسفه لاعتبار واشنطن الجبهة منظمة إرهابية.
إلى جانب الوقائع الكثيرة التي يتعرض لها كاتب المقال، يتساءل ميسون عن السبب الذي يجعل زعيم المعارضة الأمريكية شخصياً يقبل بـ"التورط" في الفخ السوري سابقاً والعراقي والعربي حالياً بسبب علاقته بخليفة داعش، يؤكد ميسون على أن السيناتور الأمريكي بصدد تنفيذ الجزء الثاني من المخطط الأمريكي الذي وُضع منذ 2003 بعد غزو العراق ثم القبض على صدام حسين، أو ما يعرف بنظرية بوش عن الفوضى الخلاقة في الشرق الأوسط، التي يبدو أنها تفرد دوراً ومكانة خاصة للحركات الإسلامية والمتطرفة، مشيراً في هذا السياق، إلى أن الكونغرس الأمريكي صادق في 14 يناير مثلاً في جلسة سرية، على ميزانية لدعم جبهة النصرة والدولة الإسلامية في العراق والشام حتى سبتمبر2014.
ويؤكد ميسون أخيراً على أن تسليح داعش تواصل بفضل جهود صديق الخليفة الذي تصفه دعاية داعش والحركات المتطرفة الأخرى بـ"الكلب الصليبي"، ويضيف أن آخر الإمدادات العسكرية وصلت داعش عبر كردستان في 1يونيو 2014، قبل أيام من "غزوة الموصل ثم إعلان الخلافة".


البغدادي الأول أقصى الصورة قبل عمامة الخليفة وماكاين في إدلب بمناسبة زيارة السيناتور السرية يتحادثان بحضور سليم إدريس يساراً صاحب النظارات

البدري يسار القائمة ثاني أكبر مطلوب في واشنطن منذ 2011  بعد الظواهري وقبل الملا عمر زعيم طالبان

0 التعليقات:

الحقوق محفوظة النجوم           تعريب وتطوير