نعى بلا عزاء شعر / محمد عبد الجواد

يقدم الكاتب الصحفى والشاعر الكبير محمد عبد الجواد قصيدة جديدة تعبر عن تجربة انسانية خاصة واحساس صادق يمكن ان يشعر به القارىء ..ابيات تعبر عن لحظات من الصفاء الانسانى و صدق المشاعر

****************** انعى لكم يارفاقى صورى القديمة وكتبى القديمة وذكرياتى الأليمة وخيرة الأصدقاء كنت إذا غضبت ألجأ إليها ابتغى نفقا فى الارض أو سلما إلى السماء لكنها ما عادت تقوى على مواجهة الانواء كنت إذا غلبنى الهم افترش الارض وألتحف السماء مطمئنا ان قدرى كتبه خالق الأرض والسماء لم أضعف يوما فى الحق لكنى هزمنى الإعياء ما عاد القهر يقيدنى ما عاد الحزن يسلسلنى ما عاد الكذب يروق لى لكنى ودعت الأحياء فقلوب العالم قاسية وألسنة الناس حداء ودعت الماضى برمته وكتبت على بابى سطرا إن جاء الحزن فلا تفتح ما عاد فى القلب خلاء يا قلبى تحمل لا تجزع واكتب أشعارك وانشرها على موج البحر أو ماء النيل اجعلها دوما بيضاء لا تحمل حقدا من أحد وارفع رايتك الخفاقة واكتب عليها لافتة ان مات القلب من الحزن فما زلت أنا طينة الكبرياء ***************** يا زارع الورد ليه تشكى من الصبار الصبر طبعا جميل بس كله مرار من كتر زرع الورد الشوك مبهدلنى وعمرى رغم الالم ما شكيت من النوار انا اللى زارع جناين الورد فى قلبى ومادد ايدى للناس بورد من غير شوك الناس خدو الورد وزرعوا مكانه الشوك انا كنت ايد حانية تمسح فى دمعتهم ورغم جرح الزمن حلفت ما أفوتهم وهما اقطفوا الورد وسابوا ليا الشوك ولما كنت عايزهم مشيوا وسابونى وشيلت كل العلل عنهم فعلونى انا كنت زى الجمل صابر ومتحمل ولا يوم شكيت منهم أبدا ومتحمل الطعنة جت من الصحاب يا حزن قلبى ياناس أصل العلل فى الصحاب هما اللى علونى . ******************************** سأكتب نعيا بالجريدة فى صفحة الوفيات أبلغوا عنى كل الرفاق انا من كان يهواكم مات يا قلمى قلص كلماتك فحساب النعى بالالوفات لن أضع شريطا أسودا على كل الصور فسواد القلوب سبق الممات هيئوا السرادق وأحضروا المقرئين لكنى لن أقيم العزااااااااااء